اهلاً بالجميع .. إليكم قصة من قصصنا الملهمة كما ترويها أم أحمد ..
- alkhloudblog
- Mar 20, 2021
- 3 min read
Updated: Feb 19, 2022
قصـــــة أحمد مقدّم

"علامات استغراب تملئ وجهي ..
علامات تعجب رُسمت على ملامحي ..
أين طبيبي الذي قضيت معه سبعة اشهر متواصلة لم يباركلي على المولود
اين هو لم يزرني حتى الان وهو يوميا لابد أن تكون غرفتي في اولوياته !؟
أين الممرضات اللواتي اعتدن تبادل الإبتسامة معي لتواجدي شبه الدائم خلال فترة حملي في قسم التنويم وحتى من تأتي منهم لأخذ علاماتي الحيوية كانت تحاول الهرب سريعاً دون النظر في عيني .. وهم يعلمون تماماً أن الصبي الذي في داخلي له فرحة كبيره لعدة اسباب اولها واهمها انه سيكون سنداً لأخيه الاكبر كمان كان والده يحلم وثانيها لتعبي في فترة حملي فكنت أرغب في أن أجني ثمرة ذاك التعب..
بعدها جاء وقت خروجي من المستشفى ولابد أن أقابل الطبيب .. وجاء ذلك الوقت الذي لا ينسى ماحييت عندما جلسنا أنا وزوجي أمام الطبيب وزوجي الإبتسامة لا تفارق مُحياه بهذا الصبي الذي سينضم لأخيه ويكون سنداً لكليهما ..
ولكن هنا حدث ما لم يكن في الحسبان ولم يكن حتى في خيالنا ..
ان هذا الطفل .. هذا الامل .. هذا السند .. المنتظر هو متلازمة داون !!
لا توجد كلمات تعبر أو تصف المشاعر بداخلنا فكان كل شيء بداخلي يتصارع, لساني لا يجف عن قول الحمد لله ولكن في قلبي غصة ليس إعتراضاً على قدر الله ولكن عقلي لم يكن يستوعب الخبر اولاً وكيف ستكون الأحداث والمستقبل ثانياً .. ولكن كل ما أيقنت به وقتها هو أني سأفعل وأفعل وأفعل كي أجعل من هذه الأمانه شخص متميز ..
حملنا كل أحلامنا بين يدينا وخرجنا من عند الطبيب ومن لحظة خروجي ودموعي على خدي وحتى هذه اللحظة وانا لساني لم يجف "اللهم قدرني على حمل الأمانه واجعلني اراه افضل خلقك و اكتب له ولي الافضل" ..
فكانت أول خطواتي معه هيا أصعبها .. فوقتها قررت أن اترك كل شيء خلفي أمي وأبي إخوتي بيتي الذي بنيته أنا وزوجي ووضعنا فيه كل أحلامنا مدينتي التي عشت وتربيت وتزوجت وأنجبت فيها .. كل ذلك سأتركه حتى ابدأ من الصفر مع إبني ولكن أين ؟ ومتى ؟ ومع من ؟ ... هُنا وجدت زوجي وابنائي خلفي بحثنا وقررنا ووضعنا أيدينا بأيدي بعضنا وقمنا بترك كل شيء وإنتقلنا حيث بعد البحث وجدنا هناك مركز في مدينه جده اسمه مركز العون يمكن ان يقبل إبني ولكن لابد من التواجد في نفس المدينه وقمنا بالتسجيل والانتقال فوراً والحمد لله سُهلت بعض العقبات التي واجهتنا في الإنتقال ..هُنا بدأنا نخطط .. نرسم .. نحلم من جديد وكأن كل تلك السنوات لم تكن , وضعنا ايدينا بأيدي بعضنا من هنا سنبدأ ومن هنا سنحلم .. كانت مرحلة التدخل المبكر حصتان فقط في الاسبوع لم اكتفي بها فأصبحت ابحث عن مراكز للعلاج الطبيعي لتقوية اطرافه ومراكز النطق لتقوية عضلة لسانه ودروس خاصة لتنمية مهاراته فكان اول انجازي معه عندما اتم عامه الثاني وهو يقضي حاجته في دورة المياه كأي طفل عادي وهنا رأيت اول علامة اعجاب من معلميه أنه كيف في هذا الوقت القصير تمكن من هذا الانجاز هنا احسست بطعم الانتصار وهذا الطعم زاد لدي رغبة الاصرار والاستمرار امدني بالقوة كأن الله مع كل انجاز يقول لي ها انا اعطيك الدافع للقادم استمري فأنا اسمع دعائك استمري فأني قريب وكوني على يقين بالإجابه .. الحمد لله
بدأ عام وراء عام يتطور وينجز ويحقق فأصبح يشارك في سباقات المارثون المحليه وتطور الى ان اصبح يشارك في السباقات الدولية التي اقيمت في بيروت.
ويدخل في المسابقات الرياضية المحلية وتطور الى ان وصل الدولية التي اقيمت في البوسنة.
حصل على جائزة افضل مئة مجسم على مستوى العالم من صنع ذوي الاحتياجات الخاصة.
وشارك في العديد من المسابقات في مختلف المجالات ..
ولكن تحقق حلم من احلامي عندما توظف في شركة واصبح له دخله الخاص ونمى بداخله احساس المسئولية وان هذا مصدر رزقي فلابد من الانتظام والتدريب للاستمرار والانجاز..
تمر الساعات والأيام والسنوات وانا في كل مرحلة أسجد لله شُكراً على دموع لم تذهب هباء أسجد لله شُكراً على تنازلات كانت في محلها .. أسجد لله شُكراً على أحلام تحققت ورأيتها بعيني
كنت كلما رأيت مسابقة او فعالية لذوي الاحتياجات الخاصة أسجله فيها ونبني أنا وهو أحلامنا عليها ونسعى ونتدرب للننجز , طبعاً في كثير من الاوقات لا نصل للكمال ولكنه حافز للوصول اليه.
وبعد مرور عشرون عاماً تكللت بكل المشاعر الحزينة والسعيدة تكللت بدموع الفرح ودموع الالم بكل فخر في كل لحظاتها اقول لكم انا .. أم أحمد إبراهيم مقدم
الهام عمر سيبيه ..

Comentarios