top of page

اهلاً بالجميع.. إليكم قصة من قصصنا الملهمة كما ترويها أم بلال

Updated: Feb 19, 2022



قصة منّورة القحطاني

رٌزقت بطفل جميل جداً يشبه اختهُ كثيراً، دارت حوله تساؤلات مثل حجم أُذنيه صغيرة وعظام الجمجمة تختلف عن باقي اطفالي ولكن سرعان ما تلاشت هذه التساؤلات مع تأكيد الطبيب قبل خروجي من المستشفى انه سليم بفضل الله.

بعد مرور شهرين تعب طفلي من قلبه وذهبت به لطبيب تفاجأت بقوله ان لديه ثُقب في قلبه. دارت بي الدنيا ولم أعلم وقتها ما كان ينتظرني ما هو أكثر من ثقب قلب.. ذهبت به لطبيب آخر لكي يعمل صورة للقلب للتأكد، ليصقعني بقوله " أن ابنك منغولي " لا اعلم ماذا جرى لي وقتها صرخت في وجهه: " طبعا لا انا طفلي طببعي!" خرجت وكلي غضب من هذا الطبيب الذي اعتقدت انه لا يفهم شيئاً وذهبت الى طبيب آخر وانا قد تخلصت من فكرة أن إبني داون لأجد الطبيب الآخر يؤكد لي انه ليس داون وانه طبيعي نسيت في هذه الدوامة مشكلة صدره وقلبه عندها اطمأن قلبي وذهبت به الى الأردن كي أتأكد من قلبه _ كونه أسرع من مواعيد المستشفى الحكومي_ وكان هذا الطبيب مصدر ثقة للعائلة بعد ان انتهى من تصوير القلب أمسك بيد صغيري وبدأت تظهر على وجهه تساؤلات فقال لي "هل عملتي له تحليل الكروموسومات؟". ولأني تخصص أحياء فهمت مقصده مباشرة هنا سألته "ماذا تقول يد ولدي لك؟ فقد شككوني انه داون" قال لي " تقول انه داون.. ولكن لا تأخذي هذا على محمل الجد فإنه سوف يتبين لك ذلك بعد مرور شهرين" هنا شعرت كأن طوفان من الألم يجتاحني. فقلت له أريد أن أرتاح أريد أن أعرف ماذا بولدي! ذهبت وعملت له التحاليل اللازمة وكانت مدة الانتظار هي عشرة أيام حتى تظهر النتيجة. ولكن مرت علي كأنها عشرة أعوام فسألت كُل من لديها طفل داون عن صفاته وتأرجحت بين انه طفل داون أو انه طفل طبيعي، عشرة أيام انتظرت فيها أصعب نتيجة في حياتي. لتأتي الصاعقة انه داون، أمسكت به وتركته لا أعلم أحضنه أم أبعده التزمت الصمت ودموعي كانت تنهمر بلا توقف ذهبت إلى عملي وأخذت معي صمتي وعدم رغبتي حتى في إلقاء السلام وهناك مع أول سؤال عن حالي إنهرت بالبكاء، سمعت كثير من المواساة وكثير من النماذج عن المصائب ولا أُخفيكم أنّي تمنيت لو أنه يموت فحالي لا أستطيع تحمل مسؤولية طفل يحتاج رعاية خاصة فعلى كاهلي حِمل ثقيل بدون أن يزيد، قرأت كثير عن الداون سواء من ناحية بيولوجية أو سيكولوجية أو نمو للقدرات وغيره لم أترك شيئاً دون أن اقرأه بتمعن. تدريجياً شعرت أنهُ يحتاجني شعرت بشيء يتسلل إلى قلبي يزداد عذوبة يوماً بعد يوم أنهُ حُب لا بل عشق شيء لم أشعر به أبداً، حُب جميل لهذا الطفل لا أريد فراقه لحظه أريد فقط أن أتنفس قربه من قلبي، لا أحتمل أن يبعُد عن قلبي أبداً، لا أعلم ماذا حلَّ بي، نعم.. بعد قدومه على حياتي شعرتُ بسعادة حرمتُ منها طوال عمري، اتمتع بها الان معه، الآن أحمد ربي على نعمة إبني (طفل السعادة) ليس ابتلاء وليس امتحان، إنهُ أجمل ما حصل لي في حياتي، حقيقة وليس شفقة، إنه عشق لم أشعره إلا معه. والله لو لم يرزقني الله غيره لكفاني عن أولاد الدنيا كلهم احبه وأُحب كُل أطفال السعادة. شكراً لهم فهم من صنعوا لنا السعادة.




ree








Comments


bottom of page